المذاكره .... تلك الكلمه اللعينه التي لطالما كرهناها وتمنينا لو أنها لم تكن موجوده في القاموس من أساسه . وياليتهم يخترعوا شريحه إلكترونيه تُسجل عليها المناهج ونوصلها بذاكرتنا وننتهي من المذاكره الي الابد.
ولكن لحين إختراع تلك الشريحه فنحن مضطرين الي المذاكره ولا سبيل لنا غيرها :) .
اذا لم تكن من هواة القراءه فيمكنك مشاهدة الفيديو من هنا :
https://goo.gl/yQuFxo
قبل ان نبدا لابد أن نتفق علي مبدأ وهو انه لا توجد طريقه مثلي للمذاكره تناسب كل الناس . وهذا شئ منطقي فقدراتنا و شخصياتنا تختلف كثيراً عن بعضها البعض . واذا قلنا أن هناك طريقه تناسب الجميع سيكون كأننا نقول ان هناك مقاس واحد من الملابس يناسب جميع الناس .
حسناً , الأن عرفنا أن لكل فرد طريقه للمذاكره تناسببه هو دون غيره ولا يجوز الجزم بأن هناك طريقه مثاليه تناسب الجميع.
إذاً
كيف يستطيع أي شخص أن يكتشف الطريقه المثلي للمذاكره بالنسببه له ؟
هناك بعض المبادئ والنقاط التي إن اتبعتها فسوف تستطيع أن تصل لللطريقه المثلي للمذاكره بالنسبه لك , وهم كالتالي :
- الدافع
- اكتشف نفسك
- المكافأه
- فضي الضغط
للوهله الاولي قد تقول لنفسك انك قد سئمت من تلك المصطلحات ولا تريد أن تسمع مره أخري نفس الكلام التشجيعي الذي لا يخرج لأرض الواقع . ولكني أؤكد لك أن هذا الكلام من واقع التجربه وليس من واقع الخيال . وتلك المبادئ الاربعه ساعدوني بالفعل علي المذاكره و التحصيل والتفوق أيضا في الامتحانات وحصلت علي مجموع 98.4 % و 99.4% في سنتي الثانويه العامه .
أريدك أن يكون عقلك متفتح للكلمات التاليه وياليت لو وضعت الاراء المسبقه جانبا
الدافع
لو افترضنا أن هناك سياره لا يوجد بيها أي وقود فهل هناك طريقه لتحريك هذه السياره ؟
نعم , هناك طريقه " بالزق " كما نقول بالعاميه المصريه . ولكن هذه طريقه غير مجديه ولا نستطيع أن نستخدم السياره بهذه الطريقه.
أنت كذلك اذا كان الدافع الوحيد لديك للمذاكره هو كلمات أبيك أو امك مثلا " يا بني قوم ذاكر كلمتين ينفعوك وبطل لعب " فتقوم مضطرا وتمسك الكتاب بضع دقائق ثم تأخذه في خضنك وتنام ,
أنت كالسياره بالضبط تحتاج الي دافع يحركك للمذاكره , وقد شاركت معكم سابقا الدافع الخاص بي وهو " أن اجعل أبي و أمي فخورين بي " لأنني كنت مدرك كم المجهود الذي يبذولنيه من أجل توفير كل ما أريد في فتره الثانويه . فلماذا أستكثر عليهم فرحه يوم النتيجه و أن أجعلهم فخورين بي و ألا يضيع مجهودهما هباءً .
هذا كان دافعي , فما هو دافعك؟
لا تقلق اذا لم تكن تعرف لك دافعا حتي الان , فسوف أساعدك في ذلك :
ابحث عن جواب لهذه السؤال : لماذا أذاكر ؟
في جوابك ابحث عن شئ اذا تذكرته أعطاك همه وعزم للمذاكره
ابحث عن شئ يكون بمثابة العصا الغليظه التي تدفعك لتحمل مشقة المذاكره
ابحث عن شئ يُشعرك بأن المذاكره لها هدف أسمي و أنبل من مجرد درجات في نهاية العام .
- قد يكون دافعك مثل دافعي وهو ان تجعل أبويك فخورين بك
- قد يكون دافعك هو أنك تريد ان تكون مثل شخص مشهور في مجال علمي او ادبي معين
- قد يكون دافعك هو الحصول علي منحه من اجل ان تتعلم في بلد متقدم عنا .....الخ
الشئ المهم هو أن يكون شئ محدد اذا تذكرته وقت السكل يلهب حماستك للمذاكره .
وقبل أن ننتقل للنقطه التاليه دعنب أحكي لك موقف حصل بالفعل معي بالفعل في الثانويه العامه :
كان هناك مسابقه أوائل الطلبه وكانت عباره عن مسابقه بين المدارس في المواد الدراسيه فكل مدرسه تختار أفضل الطلبه لتنافس بيهم في هذه المسابقه , و قد أعلنوا أن الجائزه هي Laptop . ياللهول لقد كنت أحلم بأن يكون لدي جهاز كمبيوتر عادي فما بالك بجهاز Laptop .
ولسوء حظي كنت مصاب بالانفلونزا في ذاك الوقت وما أدراك ما الانفلونزا و أثرها من تكسير الجسم ورشح في الانف وصداع مستمر ولكن رغم كل ذلك أمسكت بالكتاب وشرعت في المذاكره بنهم وذلك لأن الدافع كان أقوي من المرض
الدافع كان الـ Laptop .
وللأسف لم أفز به . ولكن الشاهد هنا أنه في وجود دافع قوي تستطيع أن تتغلب علي أي شئ في سبيل تحقيق ما تسعي اليه .
فابحث عن الدافع لأن بدونه لن تحرك ساكناً.
اكتشف نفسك
أعتقد أنك قد سئمت من سماع مثل هذا المصطلح في كتب التنميه البشريه و الفيديوهات التشجعيه ....الخ . ولكني لن أتطرق الي مثل هذا الاشياء فغايتي هي الاجابه علي سؤال واحد فقط وهو :
كم تعرف عن قدرات دماغك ؟
أظن ليس الكثير , ولكن دعني أن أعطيك نبذه عن ذاك الأمر , دماغك يحتوي تقريبا علي مليار خليه عصبيه وكل خليه منهم متصله مع 1000 من الخلايا العصبيه المحيطه بيها وذاك يكون شبكه عملاقه من الخلاليا العصبيه التي تعمل بمثابة جهاز تحزين ضخم يسع حتي 2.5 Petabytes وهي حوالي مليون جيجا بايت.
ولكي أقرب لك الامر أكثر فدماغك يستطيع تحزين 3 مليون ساعه من الفيديو المتواصل أي حوالي 300 سنه
دماغك يستطيع تخزين 300 سنه من الفيديو ....هل تستطيع تخيل هذا .....
وما ذاكرته هو مجرد قطره في بحر بالنسبه لقدرات الدماغ البشري , وبعد كل هذا تجد من يقول أن ذاكرتي ضعيفه , انا لا أستطيع التركيز ....الخ
ادخل علي الانترنت وابحث عن قدرات دماغك وكيف تتم عملية التخزين في الذاكره وكيف تتم عملية استرجاع المعلومات المخزنه و بالتأكيد كلما عرفت أكثر عن دماغك كلما ساعدك ذلك في الاستيعاب والاستذمار بصوره أفضل وأسرع .
المكافأه
في الكتاب العبقري " The Power of Habit " يلخص لنا طريقة تكوين العاده وهي باختصار تمر بثلاث مراحل بسيطه :
Cue - Routine - Reward أو(الحافز - الحدث - المكافأه )
اذا طبقت هذه الخلطه البسيطه فسوف تستطيع بكل سهوله برجمة دماغك لجعل المذاكره شئ محبب أكثر للنفس والطريقه ببساطه :
1- الحافز أو الـ ( Cue ) , هو شئ تفعله باستمرار قبل المذاكره كل مره وقد يكون عباره عن مثلاً :
تصلي ركعتين ثم تجهز كوباً من القهوه وتجلس للمذاكره .
وتعيد ذلك كل مره قبل المذاكره , تصلي ركعتين و تجهز كوباً من القهوه ...وهكذا
وبذلك تكون قد برمجت حافز او Trigger في كل مره تفعله , كأنك تعطي لعقك اشاره بدء للمذاكره .
2- الحدث أو الـ ( Routine ) وهي المذاكره .
3- المكافأه أو ( Reward ) , وهذا هو الشئ المهم لكي تكتمل حلقة العاده و لابد أن تكافئ نفسك بشئ تحبه قد تكون شيكولاته مثلا , قد يكون لعب لعبه تحبها علي هاتفك , قد تكون الاسترخاء وشرب كوبا من الشاي الدافئ في البلاكونه ....الخ
المهم ان يكون شئ مبهج بالنسبه لك . ولكن لا تستغرق في هذا الشئ وعد للمذاكره بعد ذلك.
الخلاصه :
حاول أن تربط بين المذاكره وشئ ممتع بالنسبه لك بحيث يسهل عليك وطأة المذاكره.
فضي الضغط
حسناً , الان وبعد أن عرفت دافعك و قرأت أكثر عن قدرات دماغك وكيف يتم تخزين المعلومات عليه و استوعبت ألية عمل العاده وأهمية مكافأة نفسك بعد المذاكره .
حان الوقت لكي تستريح وهذا بالتأكيد هو الجزء المفضل للجميع :) . دائما كلما ذكرت مصطلح " فضي الضغط " يأتي في مخيلتي تجربة تسخين إناء الماء علي النار , وهي عباره عن وضع الماء في إناء و وضع غطاء الاناء ثم تسخينه علي النار حتي يغلي الماء
وبعد الغليان بفتره بسيطه تجد الغطاء يهتز قليلاً في البدايه ثم سرعان ما يتزايد الاهتزاز تدريجيا حتي يكاد يقع من علي الاناء وكل هذا بفعل الضغط الناتج عن بخار الماء . وقد وجدوا حل بسيط اهذه المشكله وهو عباره عن فتحه صغيره في غطاء الإناء لتسريب الضغط الزائد وبذلك يستقر الغطاء فوق الإناء.
ونحن كذلك بسبب الضغط الواقع علينا من المذاكره والامتحانات وخلافه , نحتاج الي منفذ لهذا الضغط ولم أجد متنفس للضغط مثل الرياضه . الرياضه هي الحل السحري للضغط الناتج عن المذاكره والامتحانات بكل تأكيد وهذا عن تجربه .
وبالنسبه للبنات قد يكون موضوع ممارسة الرياضه صعب بعض الشئ ولكن هناك حلول مثل تمرينات يمكن عملها في البيت بدون الحاجه الي الذهاب الي الـ Gym وهناك الكثير من التطبيقات التي تساعدك في ذلك مثل تطبيق : You are your own Gym
الخلاصه :
لابد من تنفيس الضغط الزائد الناتج عن المذاكره والامتحانات من خلال ممارسة الرياضه او علي الاقل ممارسة التمارين الرياضيه في المنزل.
تلخيص الموضوع : لابد أن يكون لديك دافع فبدونه لن تحرك ساكناً , لابد أن تعرف أكثر عن قدرات دماغك , لابد أن تكافئ نفسك بعد المذاكره ولابد أن تجد منفذ للضغط الناتج عن المذاكره
